اسرائيل الآن في اضعف حالاتها ، فقد خسرت على مدى السنوات الأربع الماضية حربين ، وحلفاء كثرا ، ومناطق نفوذ مختلفة ، وسمعة دولية كشفها تقرير جولدستون ، ومناخات ملائمة كان يمكن من خلالها أن تتمدد أكثر ، لكن احساسها بعمق أزمتها الداخلية دفعها الى تبني خليط من الاستراتيجيات والتكتيكات لاقناع الآخرين - واشنطن واوروبا تحديدا - بأن دورها ما زال حاضرا ومؤثرا ، وبأن بيدها مفتاح الحرب والسلام في المنطقة ، وبأنها "قوتها" الضاربة تسمح لها ان تخيف الآخرين ، وتستفز الحلفاء التقليديين ، وتفرض - بالتالي - أجندتها على من تريد.
هذا بالطبع غير صحيح ، فقد استطاعت ايران وتركيا مثلا ان تبرزا كقوتين اقليميتين مهمتين ، وتراجع النفوذ الاسرائيلي أمامهما في حسابات الغرب والعرب عموما ، وأصبح التهديد الايراني يفرض واقعا جديدا على المنطقة والعالم ، وشعرت واشنطن ان خريطة مصالحها قد تعرضت لضربات من تل ابيب ، كما شعرت اوروبا ان الحكومة اليمينية أصبحت عبئا عليها ، الأمر الذي فرض نوعا جديدا من الايقاعات على السياسة الاسرائيلية ، فاندفعت لتوجيه رسائلها "الاستفزازية" الى اكثر من اتجاه: تارة بالتحريض على سوريا بحجة "صواريخ" سكود التي زعمت انها زودت حزب الله بها ، وتارة بتخويف الفلسطينيين من فرض ترانسفير لتفريغهم من وطنهم ، او حرق مشاعرهم بالاساءة الى مقدساتهم ، وتارة ثالثة باستخدام ورقة طهران النووية لمقايضة واشنطن على مواقفها المتحفظة على الاستيطان واستئناف المفاوضات ، وفي كل هذه الرسائل التي حاولت فيها تل ابيب خلط الاوراق ، وارباك المنطقة باشارات حرب قادمة ، لم تنجح في اقناع أحد ، لا واشنطن ولا العواصم الاقليمية ، بأن منطقها يعبر عن "قوة" حقيقية تستطيع ان تفعل وتؤثر وتفرض بالتالي ما تريد ، بل على العكس تماما ، اذ فهمت هذه التحريضات والتحرشات في سياق طلب تسديد "الفواتير" والبحث عن مخارج لازمة حقيقية تعاني منها وتحاول تصديرها بأي شكل الى الخارج.
هذا بالطبع غير صحيح ، فقد استطاعت ايران وتركيا مثلا ان تبرزا كقوتين اقليميتين مهمتين ، وتراجع النفوذ الاسرائيلي أمامهما في حسابات الغرب والعرب عموما ، وأصبح التهديد الايراني يفرض واقعا جديدا على المنطقة والعالم ، وشعرت واشنطن ان خريطة مصالحها قد تعرضت لضربات من تل ابيب ، كما شعرت اوروبا ان الحكومة اليمينية أصبحت عبئا عليها ، الأمر الذي فرض نوعا جديدا من الايقاعات على السياسة الاسرائيلية ، فاندفعت لتوجيه رسائلها "الاستفزازية" الى اكثر من اتجاه: تارة بالتحريض على سوريا بحجة "صواريخ" سكود التي زعمت انها زودت حزب الله بها ، وتارة بتخويف الفلسطينيين من فرض ترانسفير لتفريغهم من وطنهم ، او حرق مشاعرهم بالاساءة الى مقدساتهم ، وتارة ثالثة باستخدام ورقة طهران النووية لمقايضة واشنطن على مواقفها المتحفظة على الاستيطان واستئناف المفاوضات ، وفي كل هذه الرسائل التي حاولت فيها تل ابيب خلط الاوراق ، وارباك المنطقة باشارات حرب قادمة ، لم تنجح في اقناع أحد ، لا واشنطن ولا العواصم الاقليمية ، بأن منطقها يعبر عن "قوة" حقيقية تستطيع ان تفعل وتؤثر وتفرض بالتالي ما تريد ، بل على العكس تماما ، اذ فهمت هذه التحريضات والتحرشات في سياق طلب تسديد "الفواتير" والبحث عن مخارج لازمة حقيقية تعاني منها وتحاول تصديرها بأي شكل الى الخارج.